دعا رئيس الحزب الليبرالي الاحوازي المعارض للنظام الايراني، حميد مطشر، الأطراف السياسية والشعوب داخل إيران والمجتمع الدولي الى الاستعداد لمرحلة ما بعد النظام الايراني، مشيرا الى أن النظام يتفكك من الداخل على كافة الأصعدة.
ويحذر مطشر من مقره في اوروبا في حديث لموقع (NEWSEAST) من خطورة البرنامج النووي الايراني على دول العالم والشرق الاوسط داعيا العالم الى دعم الشعوب داخل جغرافية إيران لإنهاء النظام من الداخل.
ويقول مطشر “أدى النظام وسياساته التي مارسها ويمارسها على مدى ٤٣ عاما الماضية تحت ستار المذهب الى انهيار عمودي بين اجنحة النظام نفسه وايضا تسبب بانشقاق كامل بينه وبين الشعوب الأخرى، ومن بين هذه السياسات تكميم الافواه، الاعدامات والاعتقالات وحرمان الشعوب من ممارسة حقوقها التاريخية والثقافية والاجتماعية، ونهب الثروات هذه الشعوب وتجفيف منابع المياه”.
ويشير مطشر الى الصراع الدائر بين اجنحة نظام ولي الفقيه الايراني نفسه والانشقاقات الحاصلة التي يحاول النظام اخفائها خاصة الانشقاقات في المؤسسة العسكرية.
ويطالب السياسي الاحوازي شعوب المنطقة والمجتمع الدولي الى الاستعداد لمرحلة ما بعد نظام طهران وولادة دولة حضارية متمدنة تؤمن بالسلام العالمي.
وتخضع الاحواز لسيطرة إيران منذ عام ١٩٢٥ عندما سيطر الجيش الايراني آنذاك على دولة الاحواز وأسقط الدولة الكعبية، ويعود أسباب تمسك النظام الايراني بالأحواز الى ما تمتلكه من الموارد الطبيعية من النفط والغاز والأراضي الزراعية الخصبة حيث تحتضن مجموعة من الأنهر منها نهر كارون، وتنتج الأراضي الزراعية في الاحواز عدة محاصيل منها السكر والذرة وتساهم موارد الاحواز بحوالي نصف الناتج المحلي الصافي لإيران وأكثر من 80% من قيمة الصادرات الايرانية.
يعبر مطشر عن دعمه الكامل وتمسكه بمشروع السلام الابراهيمي في الشرق الاوسط للترسيخ السلام والتعايش بين شعوب الشرق الاوسط التي تمخض عنها اعلان السلام وبناء علاقات دبلوماسية وطيدة ما بين إسرائيل والامارات العربية المتحدة وبحرين والعديد من الدول العربية الأخرى، ويدعوا الى ان يشمل هذا المشروع كافة شعوب المنطقة من ضمنهم الاحوازيين والكرد من اجل شرق أوسط متطور وآمن.
ويضيف “اسرائيل حقيقة ثابتة غير قابلة للتفاوض وهي واحدة من الدول الديمقراطية القوية في العالم، يمكن أن تلعب دورا تاريخيا في بناء منظومة قوانين تحمي كرامة الانسان”.
ويرى مطشر أن بناء السلام لوحده بمعنى معاهدات خطيه توقع من قبل هذه الدولة وتلك لا تكفي، ولابد أن يكون احياء صلة الرحم بين ابناء ابراهيم واحياء مجد هذه الامة والمتمثلة في اجدادنا اسحق واسماعيل وجدنا إبراهيم، بمعنى لابد أن ننظر للسلام بدرجه الأساس على أنه تصالح مع التاريخ وتعديل حقيقي للاعوجاج التاريخي، السلام هو طموح شعبي ومكسب سياسي وضرورة أمنية لأننا نعيش في منطقه مليئة بأعداء السلام وعلى رأسهم نظام طهران والاسلاميين الراديكاليين والقوميين العرب.
ويردف مطشر “ينبغي دعم الشعوب المحتلة من قبل إيران وعلى رأسهم الاحواز وكردستان بصفتهم يمثلون الحد الشرقي للجغرافيا الإبراهيمية، وهم الوحيدين القادرين على حفظ السلام كمكسب حضاري تاريخي يضمن سلامة وأمن الشعوب على مدى قرون”، مشيرا الى أنه لا يمكن تحقيق السلام بوجود نظام ولي الفقيه في طهران.
ويعتبر الاحوازيون أكثر شعوب المنطقة تضررا من البرنامج النووي الايراني، حيث تحتضن الاحواز ٣ من أكبر المفاعلات النووية الايرانية وجميعها ذات طابع عسكري، الاول مفاعل بوشهر والذي يبعد عن الخليج العربي نحو ٥٠٠ كيلومترا، والثاني مفاعل دار خوين الذي يقع بين مدينتي الفلاحية والمحمرة.
ويوضح مطشر “ندعو العالم والخبراء العسكريين التركيز على مفاعل دارخوين، وهو موقع عسكري يقع تحت الأرض، وتسببت التسريبات الاشعاعية الصادرة منه قبل عامين بموت الآلاف من رؤوس الماشية في المنطقة، وارتفعت نسبة الإصابة بالأمراض السرطانية الى 8% بين السكان مقارنة بالأعوام الماضية”.
اما المفاعل الثالث فهو مفاعل زرقان النووي الذي يقع على ضفاف نهر كارون، وجميع هذه المفاعلات تتوسط المناطق السكنية وتشكل تهديدا كبيرا على حياة السكان.
ويطالب السياسي الاحوازي العرب الى دعم الشعوب غير الفارسية المتواجدة في إيران، معتبرا الصمت العربي اتجاه قضايا هذه الشعوب سببا لدخول إيران وجيوشها وميليشياتها الى بلدانهم.
ومنذ سيطرته على الحكم في إيران عام 1979 بدأ نظام ولي الفقيه بمشروع تصدير ثورته الى الخارج للإبقاء على رأس النظام في إيران من السقوط، وبدأ بتشكيل العديد من المليشيات خارج الحدود في العراق ولبنان وفي سوريا واليمن ويعتمد منذ سنوات على هذه المليشيات في فرض سيطرته على شعوب هذه الدول.
ويكشف مطشر عن وقوف الحرس الثوري الايراني خلف الهجمات الصاروخية التي تعرضت لها الامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وكذلك اقتحام تنظيم داعش لسجن غويران في الحسكة السورية وعملية هروب مسلحيه من السجن.
ويضيف “بحسب المعلومات الواردة الينا الاستخبارات الايرانية هي التي تقف خلف الحادثتين، إيران هي التي تخطط وتنفذ، وميليشياتها سواء في العراق أو الحوثي في اليمن هي التي تتبنى، إيران تستخدم هذه المليشيات كذراع إرهابي تنفيذي، وأيضا تنظيم داعش هو الآخر يمثل الجناح السني في الحرس الثوري، كما تمثل المليشيات الجناح الشيعي من الحرس، والهدف من هذه العمليات هو الضغط على أمريكا والمفاوضين في فيينا ظنا منها أن هذه الخطوات ستساعدها في كسب الوقت والمفاوضات لصالحها”.
ويختتم رئيس الحزب الليبرالي الاحوازي حديثه بالإشارة الى أن السلطات الايرانية تعدم يوميا ما بين 7–12 سياسيا وناشطا معارضا من مختلف الشعوب داخل الايران، إضافة الى حملات الاعتقال العشوائية التي تنفذها الاجهزة الأمنية الايرانية بشكل يومي في الاحواز وكردستان وبلوجستان وأذربيجان وتركمانستان، داعيا العالم الى تسليط الضوء على ما يحدث داخل إيران، ودعم هذه الشعوب لأنها تستطيع أن تنهي هذا النظام وتخلص العالم من ارهابه ونشاطاته النووية.
