على مدى السنوات العشرة الماضية لم تتوقف يدي الرسام السوري، بشير مسلم، عن رسم ملامح الحزن والتعب التي تطغي على وجوه النساء والأطفال السوريين اللاجئين، متخذا من الفن رسالة لإيصال أصواتهم ومعاناتهم الى العالم.

 يمضي بشير مسلم، الذي تجاوز العقد الرابع من عمره، عدة ساعات يوميا في رسم أوجه اقرانه اللاجئين في مرسمه الصغير داخل منزله في مدينة أربيل بإقليم كردستان العراق، الذي وجد فيه الملاذ الآمن من الحرب حاله حال الكثير من السوريين الذين لجأوا الى كردستان العراق عقب الحرب التي تشهدها بلادهم منذ أكثر 12 عاما.

يقول مسلم الذي ينحدر من مدينة كوباني شمال سوريا لـ”نيوز ايست”: “كوني فنان ولاجئ توجب عليه الدخول بتفاصيل معاناة اللاجئين السوريين، فاخترت رسم تعابير وجوه الأطفال والنساء وامهات الضحايا والمشردين والأطفال، الذين غرقوا خلال رحلة الهرب من الحرب، هذه الوجوه تحمل في ملامحها الكثير من المواضيع منها الخوف والترقب والحزن والمعاناة والالم.”

يعرب مسلم عن امله بأن تنتهي الحرب في بلده وفي كل مكان من العالم، وتستقر أوضاع سوريا، مضيفا “أتمنى ان ارسم ملامح الوجوه وهي سعيدة بعد انتهاء الحرب ورحلة اللجوء.”

لا تقتصر لوحات مسلم على رسم الوجوه وتعابيرها، بل يعمل في غالبية لوحاته على الدمج والمزج بين هذه التعابير وإبراز التراث الكردي والسوري للشخصيات المرسومة، عبر اظهار تفاصيل أزياء الشخصيات والاكسسوارات وكل ما يتعلق بحياة الشخصية المرسومة التي تحمل كل واحدة منها قصة من قصص السوريين ومعاناتهم مع الحرب واللجوء.

ويواصل مسلم منذ سنوات المشاركة في المعارض الدولية في الولايات المتحدة الامريكية وامريكا الجنوبية أوروبا ودول اسيا بشكل افتراضي.

ويضيف مسلم “اتاحت لي المشاركة الافتراضية فرص كثيرة للتعارف مع فنانين عالميين وساعدتني في إيصال معاناة شعبي الى العالم، الى جانب حصولي على أكثر من 50 شهادة مشاركة في المعارض الدولية.”

وتعيق الأوضاع التي تشهدها سوريا منذ عام 2011 ورحلة النزوح وما تكتنفها من مصاعب حياتية الرسام، بشير مسلم، من حضور هذه المعارض والسفر الى الدول التي يتلقى منها باستمرار دعوات للمشاركة في المعارض والمناسبات الفنية والثقافية.

لمشاهدة القصة المصورة انقر هنا