كشف شاهد عيان من قرية سهوة الخضر بريف السويداء لـ”المرصد السوري لحقوق الإنسان”، عن الأوضاع المأساوية التي تشهدها المدينة، مؤكدًا حدوث حالات نزوح جماعية، ووصف أوضاع النازحين بـ”المزرية”، في ظل نقص حاد في الاحتياجات الأساسية.
وأشار الشاهد إلى أن الأطفال يعانون من نقص حاد في الحليب، والمرضى بحاجة ماسّة إلى الأدوية، بينما تُعتبر 70 بالمئة من الاحتياجات الأساسية في المدينة مفقودة، بسبب تعرّض المحال التجارية للسرقة.
وذكر أن بعض المجموعات المسلحة من المهاجمين تدخل إلى البيوت وتهدد سكانها بعبارة: “إما أن تسلّم البيت أو نقتلك”، ليقوموا بعد ذلك بسرقة كامل محتويات المنازل، بما في ذلك الأثاث، والفرش، والمصاغ، والأجهزة الإلكترونية.
وأضاف أن القرية استقبلت نازحين من قرى سهوة البلاطة، والمزرعة، واللبين، ويتم إيوائهم حاليًا في المدارس، والمقامات الدينية، والمجالس النسوية، وبعض منازل الأهالي، مع محاولات لتأمين المستلزمات الأساسية لهم وسط الظروف الصعبة.
ووصف القصف الذي تتعرض له المنطقة من قِبل مسلحي العشائر بأنه “عشوائي وهمجي”، باستخدام الأسلحة الثقيلة والدبابات، ما أسفر عن مقتل مدنيين لا ذنب لهم، وأكد أن خدمات الإنترنت ضعيفة والكهرباء مقطوعة تمامًا.
كما تحدث عن حادثة اقتحام لمنزل سيدة من عائلة “الشعراني”، كان ابنها معتقلاً سابقًا في سجون النظام البائد، حيث تعرضت السيدة وبناتها للاعتداء اللفظي والشتم بألفاظ نابية، في ظل استمرار الانتهاكات،وأضاف أن “المجازر التي ارتُكبت لا تختلف عن مجازر “الساحل”.
وفيما يتعلق بالمشفى الوطني في السويداء، وصف الشاهد الوضع بأنه “كارثي”، حيث تكتظ المستشفى بمئات الجثث، دون القدرة على تسجيل حصيلة نهائية ودقيقة حتى الآن، بسبب كثرة عدد الضحايا.
وأشار إلى أنه، وفق ما شاهده، يتم إلباس بعض الجثث زيًا عسكريًا في محاولة لإظهارهم على أنهم من فلول النظام.
